للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول في تأويل قوله: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾.

اختلف أهل التأويل في معنى الخِفَّةِ والثِّقَل، اللذين أمَر اللهُ مَن كان به أحدهما بالنفر معه؛ فقال بعضُهم: معنى الخِفَّةِ التي عَناها الله في هذا الموضعِ، الشبابُ، ومعنى الثِّقَل الشَّيخوخةُ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حمُيدٍ، قال: ثنا حَكَّامٌ، عن عَنبسةَ، عن رجل، عن الحسن، في قوله: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. قال: شِيبًا وشُبَّانًا.

حدَّثنا ابن وكيع، قال: ثنا حَفْصٌ، عن عمرو، عن الحسنِ، قال: شُيُوخًا وشُبَّانًا (١).

قال: ثنا ابن عُيَينةَ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أنس، عن أبي طَلْحَةَ: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. قال: كُهولًا وشُبّانًا، ما أسْمَعُ الله عَذَرَ أَحَدًا (٢). فَخَرَج إلى الشام، فجاهد حتى مات (٣).

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا حَكَّام، عن عَنبسةَ، عن المُغِيرَةِ بن النُّعْمَانِ، قال:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٠٦ عن حفص بن غياث به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٦ إلى أبي الشيخ.
(٢) في ص، ف: "واحدا".
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٤١ عن ابن عيينة به (وسقط من سنده أنس)، وأخرجه الواحدى في أسباب النزول ص ١٨٤، ١٨٥ من طريق ابن عيينة به. وأخرجه ابن المبارك في الجهاد (١٠٤)، وابن سعد ٣/ ٥٠٧، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٠٢ بنحوه مطولًا، والطبراني (٤٦٨٣)، والحاكم ٣/ ٣٥٣، والبيهقى ٩/ ٢١ من طريق ابن جدعان به، وأخرجه أحمد في الزهد ص ٢٥٠، ٢٥١، وأبو يعلى (٣٤١٣)، وابن حبان (٧١٨٤)، والحاكم ٢/ ١٠٤، وابن الأثير في أسد الغابة ٦/ ١٨٢ من طريق ثابت عن أنس بنحوه مطولًا. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٦ إلى ابن أبي عمر العدنى في مسنده وابن مردويه.