للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: يعنى بالنُّصْبِ البلاءَ والشرَّ.

ومنه قولُ نابغةِ بني ذُبيانَ (١):

كِلِيني لِهَمٍّ يا أُمَيْمَةَ ناصِبِ … وليلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ

قال: والنَّصَبُ إذا فُتحت وحُرِّكت حروفُها كانت من الإعياءِ، والنَّصْبُ إذا فُتِح أولُه وسُكِّن ثانيه واحدةُ أنصابِ الحرمِ، وكلُّ ما نُصِب علمًا. وكأن معني النُّصْبِ في هذا الموضِعِ العلةُ التي نالته في جسدِه، والعناءُ الذي لاقَى فيه، والعذابُ في ذهابِ مالِه.

والصوابُ من القراءةِ في ذلك عندَنا (٢) ما عليه قرأةُ الأمصارِ، وذلك الضمُّ في النونِ، والسكونُ في الصادِ.

وأما التأويلُ، فبنحوِ الذي قلْنا فيه قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ﴾، حتى بلَغ: ﴿بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ﴾: ذهابِ المالِ والأهلِ، والضرِّ الذي أصابه في جسدِه، قال: ابتُلي سبعَ سنينَ وأشهرًا، مُلْقًى على كُناسةٍ لبنى إسرائيلَ، تخْتَلِفُ الدوابُّ في جسدِه، ففرَّج اللهُ عنه، وعظَّم له الأجرَ، وأحسَن عليه الثناءَ (٣).


(١) تقدم تخريجه في ١٣/ ٥٩٥.
(٢) القراءتان كلتاهما الصواب.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٦٧ عن معمر عن قتادة، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٠/ ٦٥. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣١٥ إلى عبد بن حميد.