للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فما بكَت على هؤلاء الذين غرَّقهم اللَّهُ في البحرِ، وهم فرعونُ وقومُه، السماءُ والأرضُ. وقيل: إن بكاءَ السماءِ حمرةُ أطرافِها.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ إسماعيلَ الأحمَسيُّ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ بنُ أبي حمادٍ، عن الحكمِ بن ظُهيرٍ، عن السديِّ، قال: لما قُتل الحسينُ بنُ عليٍّ رضوانُ اللَّهِ عليهم بكَتِ السماءُ عليه، وبكاؤُها حمرتُها (١).

حدَّثني عليٌّ بنُ سهلٍ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ في قولِه: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾. قال: بكاؤُها حمرةُ أطرافِها (٢).

وقيل: إنما قيل: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾؛ لأن المؤمنَ إذا مات بكَت عليه السماءُ والأرضُ أربعين صباحًا، ولم يبكيا على فرعونَ وقومِه؛ لأنه لم يكنْ لهم عملٌ يصعَدُ إلى اللَّهِ صالحٌ فتبكيَ عليهمُ السماءُ (٣)، ولا مسجِدٌ في الأرضِ فتبكيَ عليهمُ الأرضُ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ (٤).


(١) ذكره البغوي في تفسيره ٧/ ٢٣٢، وابن كثير في تفسيره ٧/ ٢٤٠.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣١ إلى المصنف وابن المنذر.
(٣) بعده في ص، ت ١، ت ٣: "والأرض".
(٤) بعده في ت ٣: "السماء تبكى على المؤمن الصالح والأرض تبكى على المؤمن الساجد عليها لله قال أهلُ التأويلِ".