للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَغْنى عن إعادتِه (١).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ﴾.

اخْتَلف أهلُ التأويلِ في الناصبِ لـ "الأربعين"؛ فقال بعضُهم: الناصبُ لها قولُه: ﴿مُحَرَّمَةٌ﴾. وإنما حرَّم اللهُ جلَّ وعزَّ على (٢) القوم الذين عصَوه وخالفوا أمرَه من قومِ موسى، وأبَوا حربَ الجبَّارين - دخولَ (٣) مدينتِهم أربعين سنةً، ثم فتَحها عليهم وأسكَنَهموها (٤)، وأَهْلَك الجبَّارين بعدَ حربٍ منهم لهم، بعد أن انقَضَتِ (٥) الأربعون سنةً، وخرَجوا من التِّيهِ.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ، قال: لما قال لهم القومُ ما قالوا، ودعا موسى عليهم، أوحى اللهُ إلى موسى: إنَّها محرَّمةٌ عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرضِ، فلا تأسَ على القومِ الفاسقين. وهم يومَئذٍ فيما ذُكر ستُّمِائةِ ألفِ مقاتلٍ، فجعَلهم فاسقين بما عصَوا، فلبِثوا أربعين سنةً في فراسخَ ستةٍ، أو دونَ ذلك، يَسِيرون كلَّ يومٍ جادِّين لكي يَخْرُجوا منها، حتى [سئِموا ونزَلُوا] (٦)، فإذا هم في الدارِ التي منها ارْتَحلوا، وإنهم اشتكُوْا إلى موسى ما فُعِل بهم، فأُنْزِل عليهم المنُّ والسَّلْوَى، وأُعْطوا من الكِسْوةِ ما هي قائمةٌ لهم، ينشأُ الناشئُ فتكونُ معه على هيئتِه، وسأل موسى ربَّه أن يَسْقِيَهم، فأُتِيَ بحجرِ الطُّورِ، وهو


(١) ينظر ما تقدم في ١/ ٤٣٤.
(٢) سقط من النسخ، ولا بد منها لاستقامة الكلام.
(٣) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ودخول".
(٤) في م: "أُسكِنوها".
(٥) في م: "قضيت".
(٦) في م: "يسموا وينزلوا".