أكثرَ هؤلاء المشركين يَسْمَعون ما يُتْلَى عليهم، فيَعُون أو يَعْقِلُون ما يُعايِنون مِن حُججِ اللهِ فيَفْهَمون؟ ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ﴾. يقولُ: ما هم إلا كالبهائمِ التي لا تَعْقِلُ ما يقالُ لها ولا تَفْقَهُ، بل هم مِن البهائمِ أضلُّ سبيلًا؛ لأن البهائمَ تَهْتَدِى لمَراعيها، وتَنْقادُ لأربابِها، وهؤلاء الكفرةُ لا يُطيعون ربَّهم، ولا يَشْكُرون نعمةَ مَن أَنْعَم عليهم، بل يَكْفُرونها، ويَعْصُون من خلَقهم وبرَأَهم.
يقولُ تعالى ذكرُه: ألم تَرَ يا محمدُ كيف مدَّ ربُّك الظلَّ؟ وهو ما بينَ طلوعِ الفجرِ إلى طلوع الشمسِ.
وبنحوِ ما قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾. يقولُ: ما بينَ طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشمسِ (١).
حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّى، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قولَه: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ﴾. قال: مدَّه ما بينَ صلاةِ الصبحِ إلى طلوعِ الشمسِ.
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠١ من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٢ إلى ابن المنذر.