للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: حدَّثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾. قال: من نباتِ الأرضِ، مما يأكُلُ الناسُ والأنعامِ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتَادةَ في قولِه: ﴿مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾. قال: حسنٍ (٢).

القولُ في تأويلِ قولهِ تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: إنّ في إنباتِنا في الأرضِ مِن كلِّ زوجٍ كريمٍ ﴿لَآيَةً﴾. يقولُ: لَدَلالةً لهؤلاء المشركين المكذِّبين بالبعثِ، على حقيقتِه، وأن القدرةَ التي بها أثْبَت اللهُ في الأرضِ ذلك النباتَ بعدَ جُدُوبها، لن يُعْجِزه أن يَنْشُرَ بها الأمواتَ بعدَ مماتِهم أحياءً مِن قبورِهم.

وقوله: ﴿وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. يقولُ: وما كان أكثرُ هؤلاء المكذِّبين بالبعثِ، الجاحِدِين نبوتَك يا محمدُ، بمُصَدِّقِيك على ما تَأْتِيهم به مِن عندِ اللَّهِ من


(١) تفسير مجاهد ص ٥٠٩، ومن طريقه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٥٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٣ إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٨٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.