للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضَّحَّاكِ: ﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ قال: القائمُ الدائمُ (١).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤُه: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾.

يعني بقولِه جلّ ثناؤُه: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ﴾: لا يَأْخُذُه نُعاسٌ فيَنْعَسَ، ولا نَوْمٌ فيَسْتَثْقِلَ نومًا.

والوَسَنُ خُثورةُ النومِ (٢)، ومنه قولُ عديِّ بن الرِّقاعِ (٣):

وشنانُ أقْصَدَهُ النُّعاسُ فَرنَّقَتْ (٤) … في عَيْنِه سِنَةٌ وليس بنائمِ

ومن الدليلِ على ما قلْنا، من أنها خُثورةُ النومِ في عينِ الإنسانِ، قولُ الأَعْشَى ميمونِ بن قَيْسٍ (٥):

تُعاطِى الضَّجِيعَ إذا اسْتامَها (٦) … بُعَيْدَ [الرُّقَادِ وعندَ] (٧) الوَسَنْ

[وقولُه الآخرُ] (٨):

باكَرَتْها الأغْرابُ (٩) في سِنَةِ النَّوْ … مِ فتَجْرِى خِلالَ شَوْكِ السَّيَالِ (١٠)


(١) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٢/ ٢٧٧.
(٢) الخثورة: نقيض الرقة. اللسان (خ ث ر) والمراد ثقل النوم.
(٣) البيت في مجاز القرآن ١/ ٧٨، والأغانى ٩/ ٣١١، والكامل ١/ ١٤٨.
(٤) رنَّق النومُ عينه: خالطها. اللسان (ر ن ق).
(٥) ديوانه ص ١٧.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أقبلت". وفي حاشية الأصل: "ويروى: إذا أقبلت بعيد الرقاد وقبل الوسن".
(٧) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "النعاس وقبل".
(٨) في ص: "وقول الآخر"، وفى م، س: "وقال آخر". والبيت للأعشى أيضًا وهو في ديوانه ص (٥).
(٩) الأغراب: واحده غرب - بسكون الراء - وهو القدح. اللسان (غ ر ب).
(١٠) السيال: شجر سبط الأغصان عليه شوك أبيض، أصوله أمثال ثنايا العذارى. اللسان (س ى ل).