للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأَوْحَى الله إلى موسى: بلي، عبدُنا (١) خضِرٌ. فسأل موسى السبيلَ إلى لُقِيِّه، فجعَل اللهُ له الحوتَ آيةً، وقيل له: إذا افتقدتَ (٢) الحوتَ فارجِعْ فإنك ستلقاه. فكان موسى يتْبعُ أثرَ الحوتِ في البحرِ، فقال فتى موسى لموسى: ﴿أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾. قال موسى: ﴿قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (٦٤) فَوَجَدَا عَبْدًا﴾ (٣)، خَضِرًا، وكان من شأنهما ما قصَّ الله في كتابِه" (٤).

حدَّثني محمدُ بنُ مرزوقٍ، قال: ثنا الحجاجُ بنُ المنهالِ، قال: ثنا عبد اللهِ بنُ عمرَ النُّميريُّ، عن يونسَ بنِ يزيدَ، قال: سمِعتُ الزهريِّ يحدِّثُ، قال: أخبرني عبيدُ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عتبةَ بنِ مسعودٍ، عن ابنِ عباسٍ، أنه تمارَى هو والحرُّ بن قيسِ بن حصنٍ الفَزاريُّ في صاحبِ موسى. ثم ذكَر نحوَ حديثِ العباسِ، عن أبيه (٥).

القولُ في تأويلِ قوله جلّ ثناؤُه: ﴿قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ (٦) مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (٦٦) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (٦٧)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: قال موسى للعالمِ: هل أتَّبِعُك على أن تُعلِّمَنى من العلمِ الذى علَّمك اللهُ، ما هو رَشادٌ إلى الحقِّ ودليلٌ على هدًى؟

قال: ﴿إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: قال العالمُ: إنَّك لن تُطِيقَ الصبرَ معى؛ وذلك أَنِّي


(١) في الأصل: "عندنا".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "فقدت".
(٣) في ص، م، ت ١، ف: "عبدنا".
(٤) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٦٨، وأخرجه البخاري (٧٤٧٨)، والنسائي في الكبرى (١١٣٠٩) من طريق الأوزاعي به
(٥) في النسخ: "أبي بن كعب، عن النبي ". والمثبت من تاريخ المصنف.
والأثر أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٦٩، وأخرجه مسلم ٢٣٨٠/ ١٧٤ من طريق يونس به.
(٦) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ف: "تعلمنى". وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وصلًا.=