للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثتُ عن الحسينِ بن الفرجِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخْبرَنا عُبَيدُ بنُ سليمانَ، قال: سَمِعتُ الضحاكَ بنَ مُزاحِمٍ يقولُ: النَّقِيرُ نَقِيرُ النواةِ الأبيضُ (١) الذي يكونُ في وسطِ النواةِ.

وقال آخرون: معنى ذلك: نَقْرُ الرجلِ الشيءَ بطَرَفِ إبهامِه (٢).

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن [يزيدَ بن] (٣) دِرهمٍ أبى العلاءِ، قال: سمِعتُ أبا العالية، [عن ابن عباسٍ: النقيرُ نقرُ الرجلِ إِصْبَعَيْه كما يَنْقُرُ الدرهمَ. قال أبو العاليةِ] (٤): ووَضَع ابن عباسٍ طَرَفَ الإبهامِ على باطنِ (٥) السَّبَّابةِ، ثم رفَعَهما وقال: هذا النَّقِيرُ (٦).

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أن يقالَ: إن الله جل ثناؤُه وَصَف هؤلاء الفِرْقةَ مِن أهلِ الكتابِ بالبُخْلِ باليسيرِ مِن الشيءِ الذي لا خطَرَ له، ولو كانوا مُلُوكًا وأهلَ قُدْرةٍ على الأشياءِ الجليلةِ الأقدارِ، فإذ كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بمعنى النَّقِيرِ أن يكونَ أصغرَ ما يكونُ مِن النُّقَر. وإذا كان ذلك أولى به، فالنُّقْرَةُ التي هي (٦) في ظَهْرِ النواةِ مِن صِغارِ النُّقَرِ، وقد يَدخُلُ في ذلك كلُّ ما شاكَلها مِن النُّقَرِ.


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٢) نفى ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أصابعه".
(٣) في ص: "ابن رد بن"، وفى ت ١، ت ٢، ت ٣: "ابن رزين"، وغير واضح في س، وتقدم في ص ١٣٠.
(٤) سقط من ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ظهر".
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٧٣ إلى المصنف وابن المنذر. وينظر التبيان ٣/ ٢٢٧، وتفسير البغوي ٢/ ٢٣٦.