للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آمَنوا بالدخولِ في العملِ بشرائعِ الإسلامِ كلِّها، وقد يَدْخُلُ في الذين آمَنوا المُصَدِّقون بمحمدٍ وبما جاء به، والمصدِّقون بمَن قبلَه مِن الأنبياءِ والرسلِ وما جاءوا به، وقد دعا اللَّهُ كلا الفريقينِ إلى العملِ بشرائعِ الإسلامِ وحدودِه، والمحافظةِ على فرائضِه التي فرَضها، ونهاهم عن تضييعِ شيءٍ من ذلك، فالآيةُ عامةٌ (١) لكلِّ مَن شمِله اسمُ الإيمانِ، فلا وجهَ لخصوصِ بعضٍ بها دونَ بعضٍ.

وبمثلِ التأويلِ الذي قلنا في ذلك كان مجاهدٌ يقولُ.

حدَّثني محمدُ بنُ عَمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسي، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾. قال: ادْخُلوا في الإسلامِ كافَّةً، ادْخُلوا في الأعمالِ كافَّةً (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿كَافَّةً﴾.

يعني جل ثناؤُه بقولِه: ﴿كَافَّةً﴾: عامَّةً جميعًا.

كما حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا معمرٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾. قال: جميعًا (٣).

حدَّثنا موسى بنُ هارون، قال: ثنا عَمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾. قال: جميعًا (٤).


(١) في الأصل، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عام".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٣٧٠ (١٩٤٨) من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح به بلفظ: "في أنواع البر كلها".
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٨٢.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٣٧٠ عقب الأثر (١٩٥٠) من طريق عمرو به.