للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمِّةٍ﴾. يقولُ: قالوا: إنا وجدنا آباءنا على ملَّةٍ ودينٍ، ﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ﴾. يعنى: وإنا على منهاجهم وطريقتهم مقتدون بفعلهم؛ نفعلُ كالذى فعلوا، ونعبد ما كانوا يعبدون. يقولُ جلَّ وعزَّ لمحمد : فإنما سلك مشركو قومك مِنهاج من قبلهم من إخوانهم من أهل الشرك بالله في إجابتهم إياك بما أجابوك به، وردِّهم ما ردَّوا عليك من النصيحة، واحتجاجهم بما احتجُّوا به لمُقامهم على دينهم الباطل.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد قوله: ﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾. قال: بفعلهم (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة: ﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾: فاتَّبعوهم على ذلك.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قَالَ (٢) أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٢٤)﴾.

يقول تعالى ذكره لنبيِّه محمد : قل يا محمد لهؤلاء المشركين من قومك، القائلين: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمِّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ (٣): أَوَلَوْ


(١) تفسير مجاهد ص ٥٩٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٥ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) في الأصل، ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قل". وهى قراءة كما سيأتي.
(٣) في الأصل، ت ٢، م: "مقتدون".