للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ﴾ (١).

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندى أن يقالَ: إن الله تعالى ذكرُه أَخْبَر أَنَّ التوراةَ يَحْكُمُ بها مسلمو الأنبياءِ لليهودِ، والربانيون مِن خلقِه والأحْبارُ، وقد يَجوزُ أن يكونَ عُنِى بذلك ابنا صُورِيا وغيرُهما، غيرَ أنه قد دخَل في ظاهرِ التنزيلِ مسلمو الأنْبياءِ وكلُّ رَبانيٍّ وحَبْرٍ، ولا دَلالةَ في ظاهرِ التنزيلِ على أنه معنيٌّ به خاصٌّ مِن الربانيين والأحبارِ، ولا قامَت بذلك حجةٌ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لها، فكلُّ رَبَّانيٍّ وحَبْرٍ داخلٌ في الآيةِ بظاهرِ التنزيلِ.

وبمثل الذي قلْنا في تأويلِ "الأحْبارِ" قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا سفيانُ بنُ وَكيعٍ، قال: ثنا أبي سلَمةَ، عن الضحاكِ. ﴿وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾: قُرَّاؤُهم وفُقهاؤُهم (٢).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا حفصٌ، عن أشْعَثَ، عن الحسن: ﴿وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾: الفقهاءُ والعلماءُ (٣).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا ابن عُيَيْنَةَ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ: الرَّبّانيون العلماءُ الفُقهاءُ، وهم فوقَ الأحْبارِ (٤).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١١٣٨ - ١١٤٠ (٦٤٠٣، ٦٤٠٤، ٦٤١٢) من طريق أحمد بن مفضل به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٨٦ إلى المصنف.
(٣) أخرجه الدارمي ١/ ٩٥ من طريق حفص.
(٤) أخرجه سعيد بن منصور (٧٦٧) - تفسير)، وابن أبي حاتم ٤/ ١١٣٩ (٦٤٠٦) من طريق سفيان بن عيينة به.