للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما أصابه من الضرِّ، ﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا﴾. يقولُ: ثم إذا أعطَيناه فرَجًا مما كان فيه من الضرِّ؛ بأن أبدَلْناه بالضرِّ رخاءً وسَعَةً، وبالسَّقمِ صحةً وعافيةً، فقال: إنما أُعطِيتُ الذي أُعطِيتُ؛ من الرخاءِ والسَّعَةِ في المعيشةِ، والصحةِ في البدنِ والعافيةِ، ﴿عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي (١)[القصص: ٧٨]. يعني: على علمٍ الله بأنى له أهلٌ؛ لشرفى ورضاه بعملي، ﴿عِنْدِي﴾. يعني: فيما عندي، كما يقالُ: أنت محسنٌ في هذا الأمرِ عندي. أي: فيما أظنُّ وأحسَبُ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا﴾. حتى بلَغ: ﴿عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي (١)﴾. أي: على خيرٍ عندي (٢).

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا﴾. قال: أعطَيناه (٣).

وقولُه: ﴿أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ (٤)﴾. أي: على شرفٍ أعطانيه.

وقولُه: ﴿بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: بل عَطِيَّتُنا إياهم تلك النعمةَ


(١) ليست لفظة "عندي" ضمن هذه الآية التي يفسرها المصنف. وإنما هي جزء من آية في سورة القصص. ولعل ما وقع، في هذا الموضع وما سيأتي، هو سبق قلم من المصنف .
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٧٤ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٣٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر. وليس فيه لفظة: ﴿عندي﴾.
(٣) تفسير مجاهد ص ٥٧٩، ٥٨٠، ومن طريقه الفريابي - كما في تغليق التعليق ٤/ ٢٩٨ - وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٣٠ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عندي".