للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ، عن أبيٍّ، عن النبي : ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾. قال: نعم الله (١).

حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاقِ، عن الثوري، عن عبيد الله أو غيره، عن مجاهدٍ: ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾. قال: بنعم الله. ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾. يقولُ: إن في الأيامِ التي سلفت بنِعَمى عليهم - يعنى على قوم موسى - ﴿لَآيَاتٍ﴾ يعنى: لعِبَرًا ومواعظَ ﴿لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾، يقول: لكلِّ ذى صبر على طاعة الله، وشكر له على ما أنعم عليه مِن نِعَمِه.

حدثني المثَنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا هشام، عن عمرو، عن سعيد، عن قتادة في قولِ اللَّهِ ﷿: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾.

قال: نِعْمَ العبد عبد، إِذا ابْتُلى صبَر، وإذا أُعْطِى شكَر (٢).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (٦)﴾.

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : واذكر يا محمد إذ قال موسى بن عمران


(١) أخرجه عبد بن حميد (١٦٨ - منتخب) عن الحمانى به، وأخرجه أحمد ٥/ ١٢٢ (٢١١٦٦ - ميمنية) وابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٤/ ٣٦٨ - وأبو الفضل الزهري في حديثه (١٠٦) والبيهقى في الشعب (٨/ ٤٤) من طرق عن محمد بن أبان به، وأخرجه النَّسَائِي في الكبرى (١١٢٦٠) من طرق عن أبي إسحاق به، وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ٥/ ١٢٢ (٢١١٦٧) من طريق محمد بن أبان به موقوفًا. قال ابن كثير: وهو أشبه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٠ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٠ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.