للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باللهِ إِن آمِنوا، أو نُوعِدُهم على كفرِهم باللهِ إن هلَكوا على كفرِهم، ما آمَنوا إلا أن يَشاء اللهُ.

والوجهُ الآخرُ: أن يَكونَ القُبُلُ بمعنى المُقابَلةِ والمُواجَهةِ، مِن قولِ القائلِ: أتيتُك قُبُلًا لا دُبُرًا. إذا أتاه مِن قِبلِ وجهِه.

والوجهُ الثالثُ: أن يَكونَ معناه: وحشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ قَبيلةً قبيلةً، صِنْفًا صنفًا، وجماعةً جماعةً. فيكونَ القُبُلُ حينَئذٍ جمعَ قَبِيلٍ، الذي هو جمعُ قَبيلةٍ، فيَكونَ القُبُلُ جمعَ الجمعِ.

وبكلِّ ذلك قد قالت جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال: معنى ذلك: مُعايَنةً

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ: (وحشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ قِبَلًا) يقولُ: مُعايَنةً (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: (وحشَرْنا عليهم كلَّ شيءٍ قِبَلًا): حتى يُعايِنوا ذلك مُعايَنةً ﴿مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ (٢).

ذكرُ مَن قال: معنى ذلك: قَبيلةً قبيلةً، صنفًا صنفًا

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ يَزِيدَ: مَن قرَأ: ﴿قُبُلًا﴾: معناه: قَبيلًا قبيلًا (٣).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٧٠ (٧٧٨٣) من طريق عبد الله بن صالح به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٩ إلى عبد بن حميد وأبي الشيخ.
(٣) ذكره الطوسي في التبيان ٤/ ٢٣٩، وأبو حيان في البحر المحيط ٤/ ٢٠٥.