للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغضبَه، فاسْتَحَقَّ بذلك سُكْنَى جهنمَ؟ يقولُ: ليسا سواءً.

وأما قولُه: ﴿وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾. [فإنه يعنى: وبئس الشيءُ (١)] (٢) الذي يَصِيرُ، ويَئُوبُ إليه من باء بسَخَطٍ مِن اللهِ - جهنمُ.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (١٦٣)﴾.

يعنى بذلك تعالى ذكرُه أن مَن اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ، ومَن باء بسخَطٍ مِن اللهِ، مختلِفو المَنازِلِ عندَ اللهِ، فلِمَن اتَّبَع رضوانَ اللهِ الكرامةُ والثوابُ الجَزيلُ، ولمَن باء بسخَطٍ مِن اللهِ المهانةُ والعذابُ الأليمُ.

كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾. أي: لكلٍّ دَرَجَاتٌ مما عمِلوا في الجنةِ والنارِ، إن الله لا يَخْفَى عليه أهلُ طاعتِه مِن أهلِ معصيتِه (٣).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ﴾. يقولُ: بأعمالِهم (٤).

وقال آخرون: معنى ذلك: لهم درجاتٌ عندَ اللهِ. يعنى: لمن اتَّبَع رضوانَ اللهِ منازلُ عندَ اللهِ كريمةٌ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ. عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ﴾. قال: هي كقولِه: لهم


(١) في ص، م، س: "المصير".
(٢) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) سيرة ابن هشام ٢/ ١١٧.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٠٧ (٤٤٥٨) عن محمد بن سعد به.