للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعمشِ، عن إبراهيمَ، [عن أبي معمرٍ] (١)، قال: قرَأ عمرُ بنُ الخطابِ سورةَ "مريمَ" فسجدَ فيها فقال: هذا السجودُ، فأين البُكِيُّ؟ يريد: فأين البكاءُ (٢).

القولُ في تأويلِ قوله جلَّ ثناؤُه: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فحدَث من بعدِ هؤلاء الذين ذكرْتُ من الأنبياءِ الذين أنعمتُ عليهم، ووصفتُ صفتَهم في هذه السورةِ، خلْفُ سَوءٍ خلَفوهم في الأرضِ أضاعُوا الصلاةَ.

ثم اختلفَ أهلُ التأويلِ في صفةِ إضاعتِهم الصلاةَ؛ فقال بعضُهم: كانت إضاعتُهموها تأخيرَهم إيَّاها عن مواقيتِها، وتَطْبِيَعهم أوقاتَها.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليُّ بن سعيدٍ (٣) الكنديُّ، قال: ثنا عيسى بنُ يونسَ، عن الأوزاعيِّ، عن موسى بن سليمان، عن القاسمِ بن مخيمرةَ في قولِه: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ﴾. قال: إنما أضاعوا المواقيتَ، ولو كان تركًا كان كفرًا (٤).

حدَّثنا إسحاق بن زيد الخطابي، قال: ثنا الفريابيُّ، عن الأوزاعيِّ، عن القاسمِ


(١) سقط من النسخ، ونص ابن كثير على سقوطه، وينظر مصادر التخريج.
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء (٤٢٣) ١٢٣، ١٢٤ والبيهقى في شعب الإيمان (٢٠٥٩) من طريق عبد الرحمن بزيادة أبي معمر عن عمر بن الخطاب، وعزاه ابن كثير ٥/ ٢٣٨ إلى المصنف وابن أبي حاتم من طريق سفيان به وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧٧ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) في ص، م، ت ١، ف: "سعد". وهو على بن سعيد بن مسروق الكندى. ينظر تهذيب الكمال ٢٠/ ٤٥٠.
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية ٦/ ٨٠، من طريق الأوزاعي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧٧ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.