للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السديِّ: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾. قال: إن الكافرَ إِذا أُخِذَ رُوحُه ضَرَبَتْه ملائكةُ الأرض حتى يَرْتَفِعَ إلى السماء، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكةُ السماء فهبط، فضرَبَتْه ملائكةُ الأرضِ، فارْتَفَع، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء الدنيا، فهبط إلى أسفل الأرَضِين، وإذا كان مؤمنًا رُفع (١) رُوحُه، وفُتِّحَت (٢) له أبوابُ السماء، فلا يمُرُّ بملكٍ إلا حيَّاه وسلَّم عليه، حتى يَنْتَهِيَ إِلى اللَّهِ فِيُعْطِيَه حاجتَه، ثم يقولُ: رُدُّوا رُوحَ عبدى فيه إلى الأرضِ؛ فإني قضَيْتُ مِن التراب خلقه، وإلى التراب يَعودُ، ومنه يَخْرُجُ (٣).

وقال آخرون: معنى ذلك: أنه لا يَصْعَدُ لهم عملٌ صالحٌ، ولا دعاءٌ إلى اللَّهِ ﷿.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا عبيد الله، عن سفيان، عن ليثٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾: لا يَصْعَدُ لهم قولٌ ولا عملٌ (٤).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباس قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ﴾. يعنى: لا يَصْعَدُ إِلى اللَّهِ مِن عملهم شيءٌ (٥).

حدَّثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن


(١) في ص، ت ١، س: "نفخ"، وفى م، ف: "أخذ".
(٢) في م: "فتح".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٧٧ (٨٤٦٣) من طريق أحمد بن المفضل به ببعضه.
(٤) تفسير سفيان ص ١١٢، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٧٧ (٨٤٦٢)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٤٧٧ (٨٤٦٠) من طريق عبد الله بن صالح به.