للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا المُثَنَّى، قال: حدَّثنا آدمُ العَسْقلانيُّ، قال: حدَّثنا الليثُ، عن معاويةَ بنِ صالحٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ جُبَيْرِ بنِ نُفَيْرٍ، عن أبيه، عن النَّوَّاسِ بنِ سِمْعانَ الأنصاريِّ، عن النبيِّ مثلَه (١).

قال أبو جعفرٍ: وإنما وصَفه اللَّهُ جل ثناؤُه بالاستقامةِ؛ لأنه صوابٌ لا خطأَ فيه. وقد زعَم بعضُ أهلِ الغَباءِ أنه سمَّاه اللَّهُ مستقيمًا، لاستقامتِه بأهلِه إلى الجنةِ، وذلك تأويلٌ لتأويلِ جميعِ أهلِ التفسيرِ خلافٌ، وكفى بإجماعِ جميعِهم على خلافِه جميعَهم (٢) دليلًا على خطِئه.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾.

وقولُه: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾. إبانةٌ عن الصراطِ المستقيمِ، أيُّ الصراطِ هو؟ إذ كان كلُّ طريقٍ مِن طرُقِ الحقِّ [صراطًا مستقيمًا] (٣)، فقيل لمحمدٍ : قلْ يا محمدُ: اهْدِنا يا ربَّنا الصراطَ المستقيمَ، صراطَ الذين أنْعَمْتَ


= في تفسيره ١/ ٣٠ (٣٣)، والآجري في الشريعة (١٤)، والرامهرمزي في الأمثال ص ١٠ من طرق عن أبي صالح به. وأخرجه الحاكم ١/ ٧٣ من طريق معاوية بن صالح به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولا أعرف له علة.
وأخرجه ابن أبي عاصم (١٨)، وأحمد ٢٩/ ١٨٤ (١٧٦٣٦)، والترمذي (٢٨٥٩)، والنسائي في الكبرى (١١٢٣٣)، والطحاوي (٢١٤٣)، والطبراني في مسند الشاميين (١١٤٧) من طريق خالد بن معدان، عن جبير بن نفير به، مطولا ومختصرا. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١٥ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ وابن مردويه. وقال الترمذي: حسن غريب. وقال ابن كثير في تفسيره ١/ ٤٣: إسناد حسن صحيح.
(١) في م: "بمثله".
والحديث أخرجه الطحاوي في المشكل (٢١٤٢)، والآجري في الشريعة (١٥)، والبيهقي في الشعب (٧٢١٦) من طريق آدم به. وأخرجه أحمد ٢٩/ ١٨١ (١٧٦٣٤)، والبيهقي (٧٢١٦) من طريق الليث به.
(٢) سقط من: م.
(٣) في ر، ت ٢، ت ٣: "فصراط مستقيم".