للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠)﴾.

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون بالله، إذا سمعوا وعيد الله للكفار وما هو فاعِلٌ بهم في مَعادِهم مما أَنْزَلَه في كتابه: ﴿مَتَى هَذَا الْوَعْدُ﴾ جائيًا، وفى أي وقت هو كائن ﴿إِن كُنتُمْ﴾ فيما تَعِدُوننا من ذلك ﴿صَادِقِينَ﴾ أنه كائن.

قال الله لنبيه: ﴿قُلْ﴾ لهم يا محمد: ﴿لَّكُمْ﴾ أيُّها القوم ﴿مِيعَادُ يَومٍ﴾ هو آتِيكُم، ﴿لا تَسْتَئْخِرُونَ عَنْهُ﴾ إذا جاءَكم ﴿سَاعَةً﴾ فتُنْظُرُوا للتوبةِ والإنابة، ﴿وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ﴾ قبله بالعذاب؛ لأن الله جعل [لكم ذلك] (١) أجَلًا.

القول في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (٣١)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقول تعالى ذكره: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ من مُشْرِكى العرب: ﴿لَن نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْءَانِ﴾ الذي جاء (٢) به محمد ، ولا بالكتاب الذي جاء به [مِنْ قَبْلِه] (٣) غيرُه مِن بين يَدَيْهِ.

كما حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿لَن


(١) في الأصل: "ذلك"، وفي ت ١: "ذلك لكم".
(٢) في م: "جاءنا".
(٣) سقط من: م.