للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بذلك بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ (١).

والصوابُ من القولِ في ذلك عندِي أنه كلُّ حقٍّ وجَب للَّهِ، أو لآدميٍّ في مالِه. و"الخيرُ" هو المالُ في هذا الموضِع.

وإنما قلْنا ذلك هو الصوابُ من القولِ؛ لأن اللَّهَ تعالى ذِكْرُه عمَّ بقولِه: ﴿مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ﴾. الخبرَ (٢) عنه، أنه يَمْنَعُ الخَيْرَ، ولم يَخْصُصْ منه شيئًا دونَ شيءٍ، فذلك على كلِّ خيرٍ يُمْكِنُ منعُه طالبَه.

وقولُه: ﴿مُعْتَدٍ﴾. يقولُ: مُعْتَدٍ على الناسِ بلسانِه بالبَذاءِ والفحْشِ في المنطقِ، وبيدِه بالسطوةِ والبطشِ ظلمًا.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: مُعتدٍ في منطقِه وسيرتِه وأمرِه (٣).

وقولُه: ﴿مُرِيبٍ﴾ يعني: شاكٍّ في وحدانيةِ اللَّهِ وقُدرتِه على ما يَشَاءُ.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿مُرِيبٍ﴾: أي شاكٍّ (٤).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (٢٦)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: الذي أشرَك باللَّهِ فعبَد معه معبودًا آخرَ من خلقِه، ﴿فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ﴾. يقولُ: فألقياه في عذابِ


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) سقط من: م، ت ٢، ت ٣.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ١٧.