للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثنا عَبَّادُ بن راشدٍ، عن قتادةَ، قال: ثنى خُلَيدٌ العَصرِيُّ، عن أبي الدرداءِ، قال: قال رسولُ اللهِ : "ما مِن يومٍ [طلعت فيه شمسُه] (١) إلا وبجَنَبَتَيْها مَلَكانِ يُنادِيانِ، يَسْمَعُه خلقُ اللهِ كلُّهم إلا الثَّقَلَين: يا أيُّها الناسُ هَلُمُّوا إلى ربِّكم، إن ما قَلَّ وكَفَى خيرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى". قال: وأُنْزِلَ ذلك في القرآنِ في قولِه: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم﴾ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ليثِ بنِ سعدٍ، عن خالدِ (٣) بنِ يزيدَ، عن سعيدِ بنِ أبي هلالٍ، عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، قال: خرَج علينا رسول الله يومًا، فقال: "إني رأيتُ في المنامِ كأن جِبريلَ عندَ رأسى، وميكائيلَ عندَ رِجْلَيَّ، يقول أحدهما لصاحبه: اضْرِبْ له مثلًا. فقال: اسمَعْ، سَمِعَتْ أُذُنُكَ، واعْقِل عقَل قلبك؛ إنما مَثَلُك ومَثَلُ أُمَّتِك، كمثل مَلِكِ اتَّخَذَ دارًا، ثم بنَى فيها بيتًا، ثم جعل فيها مأدبةً، ثم بعث رسولًا يَدْعُو الناسَ إلى طعامه، فمنهم مَن أجابَ الرسولَ، ومنهم من ترَكه، فاللَّهُ المَلِكُ، والدارُ الإسلام، والبيتُ الجنةُ، وأنتَ يا محمد الرسولُ، مَن أَجابَك دخل الإسلام، ومَن دخل الإسلامَ دخَل الجنةَ، ومن دخل الجنةَ أَكل منها (٤) " (٥).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾.


(١) سقط من: ص، ت ٢، س، ف.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٤٢ من طريق الحسين به، والبيهقى في الشعب (٣٤١٢) من طريق عباد بن راشد به، وأحمد ٥/ ١٩٧ (الميمنية)، والحاكم ٢/ ٤٤٤ من طريق قتادةَ به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٤ إلى أبي الشيخ وابن مردويه.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "خلاد". وينظر تهذيب الكمال ٨/ ٢٠٩.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "ما فيها".
(٥) أخرجه الحاكم ٢/ ٣٣٨، والبيهقى في الدلائل ١/ ٣٧٠ من طريق عبد الله بن صالح عن الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي جعفر محمد بن على بن الحسين عن جابر بن عبد الله، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٤ إلى ابن مردويه.