للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنفَقوا من قبلِ الفتحِ وقاتَلوا، والذين أنفَقوا من بعدُ وقاتَلوا، وعَد اللَّهُ الجنةَ، بإنفاقِهم في سبيلِه، وقتالِهم أعداءَه.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ (١): ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾. قال: الجنةَ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾. قال: الجنةَ (٣).

وقولُه: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: واللَّهُ بما تعمَلون من النفقةِ في سبيلِ اللَّهِ، وقتالِ أعدائِه، وغير ذلك من أعمالِكم التي تعمَلون - خبيرٌ لا يَخْفَى عليه منها شيءٌ، وهو مُجازِيكم على جميعِ ذلك يومَ القيامةِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: مَن هذا الذي يُنْفِقُ في سبيلِ اللَّهِ في الدنيا مُحْتَسِبًا في


(١) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "من الذين أنفقوا آمنوا"، وبعده في م: "من الذين أنفقوا وآمنوا".
(٢) تفسير مجاهد ص ٦٤٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٧٢ إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ١٢١ من طريق سعيد به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٩٤، وابن خزيمة في التوحيد ص ١٢١ من طريق معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٢١ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.