كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها النساء - القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وآتوا النساء صدقاتهن نحلة﴾. - ج: 6 - ص: 380

﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾. قال: تَمِيلوا (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وَهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾. قال: ذلك أقلُّ لنَفَقَتِك، الواحدةُ أقلُّ مِن ثنتين وثلاثٍ وأربعٍ، وجاريتُك أهونُ نفقةً مِن حرَّةٍ، ﴿أَلَّا تَعُولُوا﴾: أهونُ عليك (٢) في العيالِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾.

قال أبو جعفرٍ: يَعْنى بذلك تعالى ذكرُه: وأعطُوا النساءَ مُهورَهنَّ عطيةً واجبةً، وفريضةً لازمةً؛ يُقالُ منه: نحَل فلانٌ فلانًا كذا وكذا، فهو يَنْحَلُه نِحْلةً ونُحْلًا.

كما حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، في قولِه: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾. يَقولُ: فَرِيضةً (٤).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: أخبرَنى معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بن أبي طلحةَ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾: يعنى بالنِّحْلةِ المهرَ (٥).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجّاجٌ، عن ابن جُريجٍ قولَه: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾. قال: فريضةً مسماةً (٦).

---

(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٣٦١ من طريق يونس به.
(٢) بعده في الأصل: "و".
(٣) في ص، ت ١: "القتال". والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١١٩ إلى المصنف.
(٤) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٦١ عقب أثر (٤٧٦٩) معلقًا، والبغوى في تفسيره ٢/ ١٦٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٢٠ إلى عبد بن حميد.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٦١ (٤٧٧٠) من طريق أبي صالح به.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٦١ (٤٧٧١) من طريق ابن ثور عن ابن جريج، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٢٠ إلى ابن المنذر.