للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موضعه، ممن اختَلَقَ على الله كذبًا، وافترى عليه باطلًا ﴿أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ﴾ يعني: بحُجَجِه ورسلِه وآياتِ كتابِه. يقولُ له جلّ ثناؤه: قل لهم: ليس الذى أضَفتُمونى إليه بأعجبَ من كَذِبِكم (١) على ربِّكم وافتِرائِكم عليه، وتَكذيِبكم بآياتِه، ﴿إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ﴾. يقولُ: إنه لا يَنجَحُ الذين اجتَرَموا (٢) الكفرَ في الدنيا يومَ القيامِة، إذا لَقُوا ربَّهم، ولا يَنالون الفلاحَ.

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١٨)﴾.

يقول تعالى ذكرُه: ويعبد هؤلاء المشركون، الذين وصفتُ لك يا محمدُ صفتَهم، من دونِ اللهِ، الذى لا يضرُّهم شيئًا، ولا ينفعُهم في الدنيا ولا في الآخرةِ، وذلك هو الآلهةُ والأصنامُ التى كانوا يَعْبُدونها، [﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾. يعنى: أنهم كانوا يَعْبُدونها] (٣) رجاءَ شفاعتها عندَ اللَّهِ. قال اللهُ لنبيِّه محمدٍ : قُلْ لَهُم: ﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾. يقولُ: أَتُخْبِرون الله بما لا يكون في السماواتِ ولا في الأرض. وذلك أن الآلهةَ لا تشفعُ لهم عندَ اللهِ في السماواتِ ولا في الأرضِ، وكان المشركون يَزْعُمون أنها تشفعُ لهم عند الله. فقال الله لنبيِّه : قل لهم: أتُخبرون اللهَ أن ما لا يشفعُ في السماواتِ ولا في الأرض يشفعُ لكم فيهما (٤)، وذلك باطلٌ لا


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "تكذيبكم".
(٢) في ت ٢: "اجرموا"، وفى ف: "احترحوا".
(٣) سقط من: ت ١، ت ٢، س، ف.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيها".