للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: معناه: وما كنتم تتَّقون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ﴾. قال: تتَّقون (١).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما كنتم تظنُّون.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ﴾. يقولُ: وما كنتم تظنُّون ﴿أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُ﴾ حتى بلَغ: ﴿كَثِيرًا مِمَّا (٢) تَعْمَلُونَ﴾. واللَّهِ إن عليك يا بنَ آدمَ لشهودًا (٣) غير مُتَّهمةٍ من بدنِك، فراقِبْهم، واتقِ اللَّهِ في سرِّ أمرِك وعلانيتِك، فإنه لا يخفَى عليه خافيةٌ، الظلمةُ عنده ضوءٌ، والسرُّ عندَه علانيةٌ، فمن استطاع أن يموتَ وهو باللَّهِ حسَنُ الظنِّ فليفعَلْ، ولا قوةَ إلا باللَّهِ (٤).

قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ من قال: معنى ذلك: وما كنتم تَسْتَخفُون، فتترُكوا ركوبَ محارمِ اللَّهِ في الدنيا، حَذارَ (٥) أن يشهَدَ عليكم


(١) تفسير مجاهد ص ٥٨٥.
(٢) بعده في الأصل: "كنتم".
(٣) في ص، ت ١، ت،٢، ت ٣: "لشهود".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٥٨، ٢٥٥٩ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٢ إلى عبد بن حميد.
(٥) في م: "حذرا".