للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك ليُمْضِىَ فيه وفيهم حكمه السابق فى علمه، وليُرِيَ إخوة يوسُفَ ويوسُفَ وأباه قدرته فيه.

وهذا وإن كان خبرًا مِن الله تعالى ذكره عن يوسُفَ نبيِّه ، فإنه تذكيرٌ من الله نبيَّه محمدًا ، وتسليةٌ منه له عما كان يَلْقى من أقربائه وأنسبائه المشركين من الأذى فيه، يقولُ له: فاصْبِرْ يا محمد على ما نالك في الله، فإني قادرٌ على تغيير ما ينالُك به هؤلاء المشركون، كما كنتُ قادرًا على تغيير ما لقِى يُوسفُ مِن إخوته (١) في حال ما كانوا يَفْعَلون به ما فعلوا، ولم يَكُن ترْكى ذلك لهوانٍ بيوسُفَ (٢) علىَّ، ولكن لماضى (٣) علمى فيه وفى إخوته. فكذلك تركي تغيير ما يَنالُك به هؤلاء المشركون لغيرِ هَوانٍ بك علىَّ، ولكن لسابق علمى فيك وفيهم، ثم يَصِيرُ أمرك وأمرهم إلى عُلُوِّك عليهم، وإذعانهم لك، كما صار أمر إخوة يوسف إلى الإذعان ليوسُفَ بالسُّؤْدُدِ عليهم، وعلوِّ يوسف عليهم.

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (٢٠)﴾.

يعنى تعالى ذكره بقوله: ﴿وَشَرَوْهُ﴾ (٤): وباع إخوة يوسُفَ يوسُفَ.

فأما إذا أراد الخبر عن أنه ابتاعه، قال: اشْتَرَيْتُه. ومنه قولُ ابنِ مُفَرِّغٍ الحميريِّ (٥).


(١) بعده في ت ٢: "فكذلك".
(٢) في م: "يوسف".
(٣) في ف: "لما مضى".
(٤) بعده فى ص، م، ت ٢، س، ف: "به".
(٥) تقدم تخريج البيت في ٢/ ٢٤٧.