للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تبَنَّاه، فضرَب اللهُ له (١) بذلك مثَلًا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبد الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرُ، عن الزهريِّ في قولِه: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾. قال: بلَغَنا أن ذلك كان في زيدٍ بن حارثةَ، ضرَب اللهُ له مثلًا (٢). يقولُ: ليس (٣) ابن رجلٍ آخرَ ابنَك (٤).

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ (٥) قولُ مَن قال: ذلك تكذيبٌ مِن اللهِ تعالى ذكرُه قولَ مَن قال لرجلٍ، في جوفِه قلبان يَعْقِلُ بهما. على النحوِ الذي رُوِى عن ابن عباسٍ، وجائزٌ أن يكونَ ذلك تكذيبًا مِن اللهِ لمن وصَف رسولَ الله بذلك، وأن يكونَ تكذيبًا لمن سمَّى القرشيَّ الذي ذُكِر أنه سُمِّى ذا القلبين مِن دَهْيِه (٦)، وأيَّ الأمرين كان فهو نفىٌ مِن اللهِ عن خلقِه من الرجالِ أن يكونوا بتلك الصفةِ.

وقولُه: ﴿وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ﴾. يقول تعالى ذكرُه: ولم يَجْعَلِ اللهُ أيُّها الرجالُ نساءَكم اللائى تقولون لهن: أنتُنَّ علينا كظهورِ أمهاتِنا - أمهاتِكم، بل جعَل ذلك مِن قِيلِكم كذبًا، وألْزَمَكم عقوبةً لكم كفارةً.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) ليس في: م، ت ٢، ت ٣.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "مثل".
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) تفسير عبد الرزاق ٢/ ١١١. قال القرطبي في تفسيره ١٤/ ١١٧: قال النحاس: وهذا قول ضعيف لا يصح في اللغة، وهو من منقطعات الزهرى، رواه معمر عنه.
(٥) في ص، ت ٢، ت ٣: "بالصحة".
(٦) في ت ١: "ذهنه"، وفى ت ٢، ت ٣: "دهنه".