للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿ثَيِّبَاتٍ﴾ وهنَّ اللَّواتي قد افْتُرِعْنَ (١) وذهبَت عُذْرتُهنَّ، ﴿وَأَبْكَارًا﴾ وهنَّ اللَّواتي لم يُجامَعْن، ولم يُفْتَرَعْنَ.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)﴾.

قال أبو جعفرٍ : يقولُ تعالى ذكرُه: يأيُّها الذين صدَّقوا اللَّهَ ورسولَه: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ﴾. يقولُ: علِّموا بعضَكم بعضًا ما تَقُون به مَن تُعلِّمونه النارَ، وتدفعونها به عنه إذا عمل به من طاعةِ اللَّهِ، واعْملوا بطاعةِ اللَّهِ.

وقولُه: ﴿وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾. يقولُ: وعلِّموا أهليكم مِن العملِ بطاعةِ اللَّهِ ما يَقُون به أنفسَهم مِن النارِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمنِ، قال: ثنا سفيانُ، عن منصورٍ، عن رجلٍ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ في قولِه: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾. قال: علِّموهم، أدِّبوهم (٢).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن منصورٍ، عن رجلٍ، عن


(١) افتَرع البِكْرَ: اقْتضَّها، والفُرعة: دمها، وقيل له: افتراع؛ لأنه أول جماعِها. اللسان (ف ر ع).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٠٣ عن سفيان به، وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٩٤ من طريق سفيان عن منصور عن ربعي بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٤٤ إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر، والبيهقي في المدخل من قول علي.