للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ﴾. يقولُ: فيَحْلِفان باللَّهِ إِن اتَّهَمْتُموهما بخيانةٍ فيما اتُّمِنا عليه، مِن (١) تغييرِ وصيةٍ أوْصَى إليهما بها، أو تبديِلها - والارتيابُ هو الأتِّهامُ - ﴿لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا﴾. يقولُ: يَحْلِفان باللَّهِ لا نَشْتَرِى بأيمانِنا باللَّهِ ثمنًا. يقولُ: لا نَحْلِفُ كاذبَيْن على عوضٍ نَأْخُذُه عليه، وعلى مالٍ نَذْهَبُ به، أو لحقٍّ نَجحَدُه لهؤلاء القومِ الذين أوْصَى إلينا [وَليُّهم وميِّتُهم] (٢).

والهاءُ في قولِه: ﴿بِهِ﴾. مِن ذكرِ اللهِ، والمعنُّى به الحلفُ والقَسَمُ، ولكنه لما كان قد جرَى قبلَ ذلك ذكرُ القسمِ به، فعُرف (٣) معنى الكلامِ، اكْتُفِى (٤) به [مِن إعادةِ] (٥) ذكرِ القسمِ والحلفِ.

﴿وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾. يقولُ: يُقْسِمان باللهِ لا تَطْلُبُ بإقسامِنا باللهِ عوضًا فنَكْذِبَ فيها لأحدٍ، ولو كان الذي نُقْسِمُ به له ذا قرابةٍ منا.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك رُوِى الخبرُ عن ابن عباسٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ بن أبى طلحةَ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ﴾: فهذا لمن مات وليس عندَه أحدٌ مِن المسلمين، فأَمَرَه اللهُ بشهادةِ رجلين مِن غيرِ المسلمين، فإن ارْتِيب (٦) في شهادتِهما، اسْتُحْلِفا


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "أو".
(٢) في م: "وإليهم وصيتهم".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "فيعرف"، وفى م: "فيعرف من". والمثبت ما يقتضيه السياق.
(٤) في النسخ: "واكتفى". والمثبت صواب السياق.
(٥) في س: "عن إعادته".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "ارتبت".