للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدَّرْداءِ، أنَّ رسولَ اللهِ سُئِل عن الراسخين في العلمِ، فقال: "مَن بَرَّتْ يمينُه، وصدَق لسانُه، واستقام به قلبه، وعفَّ بطنُه وفرجُه، فذلك الراسخُ في العلمِ" (١).

وقد قال جماعةٌ من أهلِ التأويلِ: إنما سمَّى اللهُ ﷿ هؤلاء القومَ الراسخين في العلمِ، بقولِهم: ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عباسٍ، قال: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ قال: الراسخون الذين يقولون: آمنًّا به كلٌّ من عندِ ربِّنا (٢).

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾: هم المؤمنون، فإنهم يقولون: ﴿آمَنَّا بِهِ﴾ بناسخِه ومنسوخِه ﴿كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجّاجٌ، قال: قال ابن جُريجٍ: قال ابن عباسٍ: قال عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾: وعِلْمُهم قولهم. قال ابن جُريجٍ: ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ وهم


(١) أخرجه ابن عساكر ٣٩/ ٣٢٦ - ٣٢٧ (طبعة مجمع اللغة بدمشق) من طريق نعيم به. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٩٩ (٣٢٠٥) من طريق نعيم به عن أبي الدرداء وحده. وأخرجه ابن عساكر ١٥/ ٩١٧ (مخطوط) من طريق عبد الله بن يزيد الأودى، عن أنس وحده.
(٢) ينظر تفسير البغوي ٢/ ١١.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٠٠ (٣٢١٢)، وعقب الأثر (٣٢١٤) من طريق عمرو به.