للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجاهدٍ، قال: ﴿زَيْغٌ﴾: شَكٌّ. قال ابن جُريجٍ: ﴿الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ﴾: المنافقون (١).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾.

يَعنى بقولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾: ما تشابَهتْ ألفاظُه وتَصَرَّفَتْ معانيه بوجوهِ التأويلاتِ؛ ليُحَقِّقُوا بادِّعائهم الأباطيلَ من التأويلاتِ في ذلك ما هم عليه من الضّلالةِ والزَّيْغِ عن مَحَجّةِ (٢) الحقِّ، تلبيسًا منهم بذلك على مَن ضَعُفَتْ معرفتُه بوجوهِ تأويلِ ذلك وتصاريفِ معانيه.

كما حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾: فيَحْمِلُون المُحْكَمَ على المتشابِهِ، والمتشابِهَ على المُحْكَمِ، ويُلبسون، فلبَّس اللهُ عليهم (٣).

حدَّثنا ابن حُميدٍ، قال: ثنا سلَمةُ، عن ابن إسحاقِ، عن محمدِ بن جعفرِ بن الزُّبيرِ: ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ أي: ما تَحَرَّفَ منه وتَصَرَّفَ؛ ليُصَدِّقُوا به ما ابتدَعُوا وأَحدَثُوا، ليكونَ لهم حُجّةً على ما قالوا وشَبْهةً (٤).


(١) تقدم قول مجاهد في الصفحة السابقة، وقول ابن جريج عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥ إلى المصنف.
(٢) في ت ٢: "الحجة".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٩٥ (٣١٨٥) من طريق عبد الله بن صالح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٥ إلى ابن المنذر.
(٤) سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٧، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٩٦ (٣١٨٨) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق قوله.