للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمدٍ : ﴿فَلَا تَدْعُ﴾ يا محمدُ، ﴿مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾. أي (١): لا تَعْبُدُ معه معبودًا غيرَه، ﴿فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾. فَيَنْزِلَ (٢) بك من العذابِ ما نزَل بهؤلاء (٣) الذين خالَفوا أمرَنا وعبَدوا غيرَنا.

وقولُه: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه لنبيِّه محمدٍ : وأَنْذِرْ عشيرتَك من قومِك الأقرَبين إليك قرابةً، وحذِّرْهم مِن عذابِنا أن يَنْزِلَ بهم (٤) بكفرِهم.

وذُكِر أن هذه الآيةَ لما نزَلَت بدَأ ببنى جدِّه عبدِ المطلبِ وولدِه، فحذَّرهم وأَنْذَرَهم.

ذكرُ [الروايةِ بذلك] (٥)

حدَّثني أحمدُ بنُ المِقْدامِ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ، قال: ثنا هشامُ بنُ عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، قالت: لمَّا نزَلَت هذه الآيةُ: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾. قالت: قال رسولُ اللهِ : "يا صفيةُ بنتَ عبدِ المطلبِ، يا فاطمةُ بنتَ محمدٍ، يا بني عبدِ المطلبِ، إنى لا أَمْلِكُ لكم مِن اللهِ شيئًا، سَلُوني مِن مالى ما شئْتُم" (٦).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثني أَبِي ويونسُ بنُ بُكَيْرٍ، عن هشامِ بن عروةَ، عن أبيه، عن عائشةَ، عن رسولِ اللهِ بنحوِه (٧).


(١) في ص، ت ١، ت ٢: "أن".
(٢) في ت ١: "فننزل"، وفى ف: "فنزل".
(٣) بعده في ت ٢: "القوم".
(٤) في ت ٢: "عليهم".
(٥) في ت ٢، ف: "من قال ذلك".
(٦) أخرجه الترمذى (٣١٨٤) عن أحمد بن المقدام به.
(٧) أخرجه أحمد ٦/ ١٣٦، ١٨٧ (الميمنية)، ومسلم (٢٠٥)، والنسائى (٣٦٥٠)، وأبو عوانة ١/ ٢٩٥، =