للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به: قَطَعَ ذلك فجَاوَزه شاخِصًا إلى غيره - يفصِلُ فصولًا، وفَصَل العَظْمَ والقولَ من غيرِه، فهو يفصِلُه فَصْلًا، إذا قَطَعه فأبانه. وفصَل الصبيَّ فِصالًا: إذا قطَعه عن اللبنِ. وقولٌ فَصْلٌ، يقطَعُ فيُفَرِّقُ بينَ الحقِّ والباطلِ لا يُرَدُّ.

وقيل: إن طالوتَ فَصَل بالجنودِ يومئذٍ من بيتِ المَقْدسِ، وهم ثمانون ألفَ مقاتلٍ، لم يتَخَلَّفُ من بنى إسرائيلَ عن الفصولِ معه إلا ذو عِلَّةٍ لعلَّتِه، أو كبيرٌ لهَرَمِه، أو معذورٌ لا طاقةَ له بالنهوضِ معه.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمَةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: حدَّثني بعضُ أهلِ العلمِ، عن وَهْبِ بن مُنَبِّهٍ، قال: خرَج بهم طالوتُ حيَن استَوسَقوا له، ولم يتَخَلَّفْ عنه إلا كبيرٌ ذو عِلَّةٍ، أو ضَريرٌ (١) معذورٌ، أو رجلٌ في ضَيْعةٍ (٢) لا بدَّ له من تَخَلُّفٍ (٣) فيها.

حدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ. عن السُّدِّيِّ، قال: لمَّا جاءهم التابوتُ آمَنوا بنُبوَّة شمعونَ (٤)، وسَلَّموا مُلْكَ طالوتَ، فخَرَجوا معه وهم ثمانون ألفًا (٥).

قال أبو جعفرٍ: فلمَّا فَصَل بهم طالوتُ على ما وصَفنا قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ


(١) الضرير: الذاهب البصر، وهو أيضا المريض المهزول، قد أضر به المرض. ينظر التاج (ض ر ر).
(٢) في ت ٢: "صنعة".
(٣) في س: "أن يتخلف".
(٤) في ت ١: "شمويل".
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٦٧ - ٤٦٩، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/ ٤٦٧، ٤٧٢ (٢٤٦٩، ٢٤٩٥) من طريق عمرو به. وقال ابن كثير: وقول السدى: إن عدة الجيش كانوا ثمانين ألفا. فيه نظر؛ =