للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمدًا، فما هو إلا رجلٌ يريد أن يَصُدَّكم عما كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُم مِن الأوثان، ويُغَيِّرَ دينَكم ودين آبائكم، ﴿وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى﴾. يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون: ما هذا الذي [يَتْلوا علينا محمدٌ] (١). يَعْنُونَ القرآن. ﴿إِلَّا إِفْكٌ﴾. يقولُ: إِلا كَذِبٌ. ﴿مُفْتَرًى﴾. يقولُ: مُخْتَلَقٌ، مُتَخَرَّصٌ. ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾. يقول جلَّ ثناؤُه: وقال الكفارُ ﴿لِلْحَقِّ﴾، يعنى محمدًا ، ﴿لَمَّا جَاءَهُم﴾. يقولُ (٢): لَمَّا بعثه الله نبيًّا: هذا سحر مبين. [يقولُ: قالوا لِمَا أَتاهم به من الآياتِ والحُجَجِ: ﴿إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (٣). يقول: ما هذا إلا سحرٌ مُبِينٌ؛ يُبِينُ لِمَنْ رَآهُ وتَأمَّله أنه سحرٌ.

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (٤٤) وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (٤٥)﴾.

يقول تعالى ذكره: وما أنزلنا على هؤلاء المشركين، القائلين لمحمد لمَّا جاءَهم بآياتِنا: هذا سحرٌ مبينٌ، بما يقولون من ذلك، كُتُبًا ﴿يَدْرُسُونَها﴾. يقولُ: يَقْرَءُونَها.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا﴾: أَي يَقْرَءُونها (٤).

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِن نَذِيرٍ﴾. يقول: وما بعثنا (٥) إلى هؤلاء المشركين من قومك، يا محمد، فيما يقولون ويَعْمَلون، قَبْلَكَ مِن نبيٍّ يُنذِرُهم بَأْسَنا عليه.


(١) في م، ت ١، ت ٢: "تتلوا علينا يا محمد".
(٢) في م، ت ١، ت ٢: "يعني".
(٣) سقط من: م.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٩ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) في م، ت: ٢ "أرسلنا".