للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهودُ وأتباعُهم مِن المشركين ذلك حسدًا وبَغْيًا منهم على المؤمنين.

وفى هذه الآيةِ دلالةٌ بَيِّنةٌ على أنَّ اللهَ نَهَى المؤمنين عن الرُّكونِ إلى أعدائِهم من أهلِ الكتابِ والمشركين، والاستماعِ من قولِهم، وقَبولِ شيءٍ مما يَأتونهم (١) به على وجهِ النصيحةِ لهم منهم، بإطْلاعِه جلّ ثناؤُه إياهم على ما يَستبطِنُه لهم أهلُ الكتابِ والمشركون مِن الضِّغْنِ والحسدِ، وإن أظهَرُوا بألسنتِهم خلافَ ما هم [مُستبطِنوه لهم] (٢).

القولُ في تأويلِ قولِهِ جلّ ثناؤُه: ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥)﴾.

يعنى بقولِه جل ثناؤُه: ﴿وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ واللَّهُ يختصُّ مَن يشاءُ لنبوَّتِه ورسالاتِه، فيُرسِلُه إلى من يشاءُ من خلقِه، ويتفضّلُ بالإيمانِ به (٣) على مَن أحبَّ فيَهْديه له. واختصاصُه إياهم بها، إفرادُهم (٤) بها دونَ غيرِهم من خلقِه. وإنما جعَل اللهُ رسالتَه إلى من أرسَل إليه من خلقِه، وهدايَتَه مَن هدَى من عبادِه رحمةً (٥) منه له؛ ليُصَيِّرَه بها إلى رضاه ومحبتِه، وفوزِه بها بالجنةِ، واستحقاقِه بها ثناءَه (٦)، وكلُّ ذلك رحمةٌ من اللهِ له.

وأما قولُه: ﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. فإنه خبرٌ من اللهِ [جل ثناؤُه] (٧)


(١) في الأصل، ت ١: "يأتوهم"، وحذف النون لغة. ينظر صحيح مسلم بشرح النووى ٢/ ٣٦.
(٢) فى م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "مستبطنون".
(٣) سقط من: م.
(٤) في الأصل، ت ٢، ت ٣: "إقرارهم".
(٥) في الأصل: "ورحمة".
(٦) في الأصل: "ثناء".
(٧) سقط من: الأصل.