للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذُكر أنَّ هذه الآية نزَلت في أبي بكرٍ الصدِّيقِ .

ذكرُ الخبر بذلك

حدَّثني هارونُ بن إدريسَ الأصمُّ، قال: ثنا عبدُ الرحمن بنُ محمدٍ المحاربيُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن محمدِ بن عبد (١) الله [بن محمد] (٢) بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق، عن عامرِ بن عبد الله بن الزبيرِ، قال: كان أبو بكرٍ الصدِّيقُ يُعْتِقُ على الإسلام بمكةَ، فكان يُعْتِقُ عجائز ونساءً إذا أَسْلَمْن، فقال له أبوه: أي بُنَيَّ، أراك تُعْتِقُ أُناسًا ضعفاءَ، فلو أنك أعتقْتَ رجالًا جُلْدًا يقومون معك ويمنعونك ويدْفعون عنك. فقال: أي أبتِ، إنما أُريدُ - أظنُّه قال -: [ما عند الله. قال: فحدَّثني بعضُ أهل بيتى] (٣) أنَّ هذه الآية أنزلت فيه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ (٤).

وقولُه: ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾. يقولُ: فسنهيِّئُه للخَلَّةِ اليُسْرَى. وهى العملُ بما يَرْضاه الله منه في الدنيا، ليُوجِبَ له به في الآخرةِ الجنةَ.

وقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾. يقولُ جلَّ وعزَّ: وأَما مَن بَخِل بالنفقة في سبيلِ اللهِ، ومنع ما وهَب اللهُ له مِن فضلِه، من صرفِه في الوجوه التي أمَره اللهُ بصَرْفِه فيها، واستَغْنى عن ربِّه، فلم يَرْغَبْ إليه بالعمل له بطاعته، [في الزيادة] (٥) فيما خوَّله مِن ذلك.


(١) في النسخ: "عبيد". والمثبت من مصادر التخريج، وينظر تهذيب الكمال ٢٥/ ٥٤٩.
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) في المستدرك: "ما أريد"، وفى تاريخ ابن عساكر: "ما أريد قال: فيتحدث".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٤٢ عن المصنف، وأخرجه الحاكم ٢/ ٥٢٥، وابن عساكر في تاريخه ٣٠/ ٦٩ من طريق ابن إسحاق به، وعند الحاكم: عن عامر، عن أبيه.
(٥) في م، ت ١: "بالزيادة".