للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضيَّعوها مؤمنين لم يستثنِ منهم من آمنَ، وهم مؤمنون، ولكنَّهم كانوا كفارًا لا يُصلُّون اللهِ، ولا يؤدُّون إليه (١) فريضةً، فسقةً قد آثروا شهواتِ أنفسِهم على طاعةِ اللهِ.

وقد قيل: إنَّ الذين وصفهم اللهُ بهذه الصفةِ قومٌ من هذه الأمِة يكونون في آخرِ الزمانِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾. قال: عندَ قيامِ الساعةِ، وذَهابِ صالحى أمةِ محمدٍ ينزُو بعضُهم على بعضٍ في الأزقَّةِ. قال محمدُ بنُ عمرو: زِنًى. وقال الحارثُ: زُناةً (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه، وقال: زنّى كما قال ابن عمرٍو (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنا أبو تُميلةَ، عن أبي حمزةَ، عن جابرٍ، عن عكرمةَ ومجاهدٍ وعطاءِ بن أبي رباحٍ: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾. الآية قال: هم أمةُ محمدٍ (٤).


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "له".
(٢) تفسير مجاهد ص ٤٥٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧٧ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره القرطبي في تفسيره ١١/ ١٢١، ١٢٢، وابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٣٩.
(٤) تفسير الثورى ص ١٨٦ من طريق جابر عن مجاهد بنحوه، وذكره ابن كثير ٥/ ٢٣٩ عن طريق جابر به.