للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكم تتمَتعون به في الحياةِ الدنيا، وليس مِن دارِ الآخرةِ، ولا مما يَنْفَعُكم في مَعادِكم.

﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: والذي عندَ اللهِ لأهلِ طاعتِه والإيمانِ به في الآخرةِ، خيرٌ مما أُوِتيتُموه في الدنيا من متاعِها وأَبْقَى؛ لأن ما أُوتِيتُموه في الدنيا فانٍ نافدٌ، وما عندَ اللهِ مِن النعيمِ في جِنانِه لأهلِ طاعتِه باقٍ غيرُ نافدٍ، ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾. يقولُ: وما عندَ اللهِ للذين آمنوا به، وعليه يتوكلون في أمورِهم، وإليه يُفَوِّضون (١) أسبابَهم، وبه يَثِقون - خيرٌ وأبقى مما أُوتِيتُموه مِن متاعِ الحياةِ الدنيا.

القولُ في تأويل قولَه: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وما عندَ اللهِ للذين آمَنوا، وللذين (٢) يجتَنبُونَ كبَائرَ الإثمِ. وكبائرُ (٣) الإثمِ قد بيَّنا اختلافَ أهلِ التأويلِ فيها، وبيَّنا الصوابَ مِن القولِ عندَنا فيها في سورةِ "النساء" (٤)، فأغْنَى ذلك عن إعادته ههنا. ﴿وَالْفَوَاحِشَ﴾. قيل: إنها الزنى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، السديِّ:


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣: "يقومون"، وفى م: "يقومون في".
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "الذين".
(٣) بعده في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "فواحش".
(٤) ينظر ما تقدم في ٦/ ٦٤٠ - ٦٦٠.