يُعْطِكم اللهُ على إجابتكم إياه إلى حربهم الجنةَ، وهى الأجرُ الحسنُ، ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ﴾. يقولُ: وإِن تَعْصُوا ربَّكم؛ فتُدبروا عن طاعته، وتُخالفوا أمره، فتترُكوا قتال الأولى الباسِ الشديد إذا دعيتم إلى قتالهم، ﴿كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ﴾. يقول: كما عصيتموه في أمره إياكم بالمسير مع رسول الله ﷺ إلى مكة، من قبل أن تُدْعَوْا إلى قتالِ أُولى البأس الشديد، و ﴿يُعَذَّبَكُمْ﴾ اللهُ ﴿عَذَابًا أَلِيمًا﴾ يعنى: وَجيعًا، وذلك عذابُ النارِ على عِصْيانِكم إياه، وترككم جهادَهم وقتالهم مع المؤمنين.
يقول تعالى ذكره: ليس على الأعمى منكم أيُّها الناس ضيقٌ، ولا على الأعرج ضيقٌ، ولا على المريض ضِيقٌ، أن يَتَخَلَّفوا عن الجهاد مع المؤمنين، وشهودِ الحرب معهم إذا هم لقُوا عدوَّهم، للعلل التي بهم، والأسباب التي تمنَعهم من شهودها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ﴾. قال: هذا كلُّه في الجهاد (١).