للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ﴾. قال: ما أكثر أسماءَها! هي النارُ، وهي الجحيمُ، وهي سَقَرُ، وهى جهنمُ، وهى الهاويةُ، وهي الحافرةُ، وهي لَظَى، وهى الحُطَمةُ (١).

وقولُه: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾. اخْتَلَفَت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأته عامةُ قرأةِ المدينةِ والحجازِ والبصرةِ: ﴿نَخِرَةً﴾ (٢). بمعنى: باليةً. وقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ الكوفةِ: (ناخِرَةً) بألفٍ (٣)، بمعنى: أنها مُجَوَّفَةٌ، تَنْخِرُ الرياحُ في جوفها إذا مرَّت بها. وكان بعضُ أهلِ العلمِ بكلامِ العربِ من الكوفيين يقولُ (٤): الناخرةُ والنَّخِرةُ سواءٌ في المعنى، بمنزلةِ الطامعِ والطَّمِعِ، والباخلِ والبخلِ. وأفصحُ اللغتين عنَدنا، وأشهرُهما عندَنا: ﴿نَخِرَةً﴾ بغيرِ ألفٍ، بمعنى: باليةً، غيرَ أن رءوسَ الآيِ قبلَها وبعدَها جاءت بالألفِ، فأعْجَبُ إلى لذلك أن تُلْحَق (ناخرة) بها؛ ليَتَّفِقَ هو وسائر رءوسِ الآياتِ، لولا ذلك كان أعجبَ القراءتين إليَّ حذف الألفِ منها.

ذكرُ مَن قال: ﴿نَخِرَةً﴾: باليةً

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً﴾: فالنَّخِرَةُ: الفانيةُ الباليةُ (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى،، وحدَّثنى الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ:


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٣٦.
(٢) وهى قراءة نافع وابن كثير وعاصم وأبي عمرو وابن عامر وأبي جعفر ويعقوب. النشر ٢/ ٢٩٧.
(٣) وهى قراءة حمزة والكسائى وخلف ورويس وأبى بكر عن عاصم. النشر ٢/ ٢٩٧.
(٤) هو الفراء في معاني القرآن ٣/ ٢٣١، ٢٣٢.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٣٣٦.