للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني جلَّ ثناؤُه بقوله: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ﴾: أَيُّ شيءٍ يَدفعُ عن هذا الذي بخل بمالِه، واستَغْنى عن ربِّه، مالُه يوم القيامة إذا هو تَردَّى؟

ثم اختلف أهلُ التأويل في تأويل قوله: ﴿إِذَا تَرَدَّى﴾؛ فقال بعضُهم: تأويلُه: إذا تردَّى في جهنم. أي: سقَط فيها فهَوَى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا الأشجعيُّ، عن ابن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾. قال: في جهنم. قال أبو كريبٍ: قد سَمِع الأشجعيُّ من إسماعيل ذلك (١).

حدَّثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿إِذَا تَرَدَّى﴾. قال: إذا تردَّى في النارِ (٢).

وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا مات.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى﴾. قال: إذا مات.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٨/ ٤٤٣.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧٧ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٥٩ إلى عبد بن حميد.