للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رحمةِ اللَّهِ، ورهبًا مِن عذابِ اللَّهِ (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أَخْبَرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾. قال: خوفًا وطمعًا. قال: وليس يَنْبَغي لأحدِهما أن يُفارِقَ الآخرَ (٢).

واخْتَلَفت القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرأتْه عامَّةُ قرأةِ الأمصارِ: ﴿رَغَبًا وَرَهَبًا﴾. بفتحِ الغينِ والهاءِ، مِن الرَّغْبِ والرَّهْب. واخْتُلِف عن الأعمشِ في ذلك، فرُوِيَت عنه الموافَقَةُ في ذلك للقرأةِ، ورُوِى عنه أنه قرأَها: (رُغْبًا ورُهْبًا). بضمِّ الراءِ في الحرفين، وتسكينِ الغينِ والهاءِ (٣).

والصوابُ مِن القراءةِ في ذلك ما عليه قرأةُ الأمصارِ؛ وذلك الفتحُ في الحرفَيْن كليهما.

وقوله: ﴿وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾. يقولُ: وكانوا لنا مُتَواضِعِين مُتَذَلِّلِين، لا يَسْتَكْبِرون عن عبادتِنا ودعائِنا.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (٩١)﴾.

يقولُ تعالى ذكره لنبيِّه محمدٍ : واذكُرِ التي أحْصَنَت فرجَها. يَعْنى مريمَ بنتَ عِمْرانَ. ويَعْنى بقوله: ﴿أَحْصَنَتْ﴾: حَفِظَتْ ومَنَعَتْ فرجَها مما حَرَّم اللَّهُ عليها إباحتَه فيه.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٣٥ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم، وسقط من مطبوعة الدر لفظها الأثر، فانتقل إلى لفظ الأثر التالى.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ص ٢٩٦ (المخطوطة المحمودية) إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٣) ذكرها القرطبي في تفسيره ١١/ ٣٣٧، وقرأ ابن وثاب والأعمش ورواية عن أبي عمرو بفتح الراء وتسكين الغين والهاء. البحر المحيط ٦/ ٣٣٦.