للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُوِى عن ابن عباسٍ في ذلك ما حدَّثنا محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾. يقولُ: إذا اجتَمعا في السماءِ كان أحدُهما بينَ يَدَى الآخرِ، فإذا غابا غابَ أَحدُهما بينَ يَدَيِ الآخرِ.

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سَمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عُبَيدٌ، قال: سَمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾: هذا في ضوءِ القمرِ وضوءِ الشمسِ، إذا طلعت الشمسُ لم يَكُنْ للقمرِ ضوءٌ، وإذا طلَع القمرُ بضوئِه (١) لم يَكُنْ للشمسِ ضوءٌ، ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾. قال: في قضاءِ اللهِ وعلمِه أن لا يَفُوتَ الليل النهارُ حتى يُدْركَه، فيُذْهِبَ ظُلْمَتَه، وفى قضاءِ اللهِ أن لا يَفُوتَ النهارَ الليلُ حتى يُدْرِكَه، فيَذْهَبَ بضوئِه (٢).

و "أنْ" مِن قولِه: ﴿أَنْ تُدْرِكَ﴾ في موضعِ رفعٍ بقولِه: ﴿يَنْبَغِي﴾.

وقولُه: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. يقولُ: وكلُّ ما ذكَرنا (٣) مِن الشمسِ والقمرِ والليلِ والنهارِ في فَلَكٍ يَجْرُون.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا أبو النُّعْمانِ الحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ العِجْليُّ، قال: ثنا شعبةُ، عن مسلمٍ البَطينِ، عن سعيدِ بن جُبَيرٍ، عن ابن عباسٍ:


(١) سقط من: الأصل.
(٢) ذكره أبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٣٣٧.
(٣) في الأصل، ت ٢: "ذكرت".