للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن يَسْتهلكَه (١).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ بن الفرجِ، قال: سَمِعت أبا معاذٍ، يقولُ: أخبَرنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سَمِعت الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾. يعنى: ركوبَ الدابةِ وخدمةَ الخادمِ، فإن أخَذ مِن مالِه قرضًا في غِنًى، فعليه أن يؤدِّيَه، وليس له أن يأكلَ مِن مالِه شيئًا (٢).

وقال آخرون منهم: له أن يأكلَ مِن جميعِ المالِ إذا كان يلى ذلك وإن أتَى على المالِ، ولا قضاءَ عليه.

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ صُبَيحٍ، عن أبي أُوَيسٍ (٣)، عن يحيى بن سعيدٍ ورَبِيعةَ جميعًا، عن القاسمِ بن محمدٍ، قال: سُئِلَ عمرُ بنُ الخطابِ عما يَصْلُحُ لوليِّ اليتيمِ؟ قال: إن كان غنيًّا فليَسْتَعْفِفْ، وإن كان فقيرًا فليَأْكُلْ بالمعروفِ (٤).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وَهْبٍ، قال: أخبرنا يحيى بنُ أيوبَ، عن محمدِ بن عَجْلانَ، عن زيدِ بن أسلمَ، عن أبيه، أن عمرَ بنَ الخطابِ كان يقولُ: يحلُّ لوالى الأمرِ ما يَحِلُّ لوليِّ اليتيمِ؛ مَن كان غنيًّا فليَسْتَعفِفْ، ومَن كان فقيرًا


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ١٢٢ إلى المصنف وعبد بن حميد. وذكره الحافظ في الإصابة ١/ ٣٨٧، وقال: ورواه ابن منده من طريق عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة. ثم قال: هذا مرسل ورجاله ثقات.
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٦٩ عقب الأثر (٤٨٢٩) معلقًا.
(٣) في م: "إدريس". وينظر تهذيب الكمال ٣١/ ٣٤٦.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٨٦٧، ٨٧١ (٤٨١٨، ٤٨٣٥) من طريق يحيى بن سعيد وربيعة قولهما.