يقول جلَّ ثناؤُه: لهؤلاء الذين كذَّبوا بآياتنا واسْتَكْبَرُوا عنها ﴿مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾: وهو ما امْتَهدُوه مما يُقْعَدُ عليه ويُضْطَجَعُ، كالفراش الذي يُفترشُ، والبساطِ الذي يُبْسَطُ، ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾: وهي جمعُ غاشيةٍ، وذلك ما غشَّاهم فغطَّاهم من فوقهم.
وإنما معنى الكلام: لهم من نار جهنمَ من تحتهم فُرُشٌ، ومن فوقهم منها لُحُفٌ، وإنهم بين ذلك.
وبنحو الذي قلنا قال أهلُ التأويل في ذلك.
ذكرُ مَن قال ذلك
حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن سفيان، عن موسى بن عُبيدةَ، عن محمد ابن كعب: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾. قال: الفُرشُ، ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾. قال: اللُّحُفُ (١).
(١) أخرجه هناد في الزهد (٢٦٤) عن وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٥ إلى أبى الشيخ.