للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ الحسين، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ في جُحْرِ الإبرة.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنى معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ: ﴿فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾. يقولُ: جُحْرِ الإبرة.

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾: في ثَقْبِه.

القولُ في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (٤١)﴾.

يقول جلَّ ثناؤُه: لهؤلاء الذين كذَّبوا بآياتنا واسْتَكْبَرُوا عنها ﴿مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾: وهو ما امْتَهدُوه مما يُقْعَدُ عليه ويُضْطَجَعُ، كالفراش الذي يُفترشُ، والبساطِ الذي يُبْسَطُ، ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾: وهي جمعُ غاشيةٍ، وذلك ما غشَّاهم فغطَّاهم من فوقهم.

وإنما معنى الكلام: لهم من نار جهنمَ من تحتهم فُرُشٌ، ومن فوقهم منها لُحُفٌ، وإنهم بين ذلك.

وبنحو الذي قلنا قال أهلُ التأويل في ذلك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن سفيان، عن موسى بن عُبيدةَ، عن محمد ابن كعب: ﴿لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ﴾. قال: الفُرشُ، ﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ﴾. قال: اللُّحُفُ (١).


(١) أخرجه هناد في الزهد (٢٦٤) عن وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٨٥ إلى أبى الشيخ.