للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني إسحاقُ بن زيادةَ العَطَّارُ، قال: ثنا يعقوبُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا عبد الله بن وَهْبٍ، قال: ثنا عمرُو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن نافع بن جُبَيرٍ، عن ابن عباسٍ، قال: قيل لعمر بن الخطاب، : حَدَّثْنا عن شأن جيشِ العُشرة. فقال عمرُ: خَرَجْنا مع رسول الله . ثم ذكر نحوه (١).

القولُ في تأويل قوله: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١١٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: لقد تاب الله على النبيِّ والمهاجرين والأنصار وعلى الثلاثةِ الذين خُلِّفوا. وهؤلاء الثلاثةُ الذين وَصَفَهم الله في هذه الآية بما وَصَفَهم به، فيما قيل (٢)، هم الآخرون الذين قال جلّ ثناؤُه: ﴿وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: ١٠٦]. فتاب عليهم، عزّ ذكرُه، وتَفضَّلَ عليهم.

وقد مَضَى ذكرُ مَن قال ذلك مِن أهل التأويل بما أغْنَى عن إعادته في هذا الموضع (٣).


= الدلائل ص ٥٢٣ (٤٥٢) من طريق ابن وهب به، وأخرجه الطبراني في الأوسط (٣٢٩٢) من طريق سعيد بن أبي هلال به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٨٦ إلى ابن مردويه والضياء في المختارة، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
(١) أخرجه الفريابي في دلائل النبوة (٤٢) من طريق يعقوب بن محمد به، وأخرجه ابن حبان (١٣٨٣) من طريق عبد الله بن وهب به. وقد رجح الدارقطنى في العلل ٢/ ٨٣، ٨٤ رواية من ذكر عتبة بن أبي عتبة، مكان نافع بن جبير - كما في الحديث السابق.
(٢) في م: "قبل".
(٣) تقدم في ١١/ ٦٦٩ - ٦٧٢.