للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمصار: ﴿يُخَيَّلُ﴾ بالياء، بمعنى: يُخَيَّلُ إليهم سعيُها (١).

وإذا قُرِئ ذلك كذلك، كانت "أن" في موضعِ رفعٍ.

ورُوى عن الحسن البصريِّ أنه كان يَقْرَؤُه: (تُخَيَّلُ) بالتاءِ، بمعنى: تُخَيَّلُ حبالُهم وعصيُّهم بأنها تَسْعَى (٢).

ومَن قرَأ ذلك كذلك، كانت "أن" في موضع نصبٍ لتعَلَّقِ (تُخَيَّلُ) بها.

وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يَقْرَؤُه: (تَخَيَّلُ إليه). بمعنى: تَتَخَيَّلُ إليه (٣).

وإذا قُرِئ ذلك كذلك أيضًا فـ "أن" في موضع نصبٍ بمعنى: تتَخَيَّلُ بالسعي لهم.

والقراءة التي لا يجوز عندى في ذلك غيرُها: يُخَيَّلُ بالياء؛ لإجماع الحُجَّةِ مِن القرأة عليه (٤).

القولُ في تأويل قوله تعالى: ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (٦٧) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (٦٨) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (٦٩)﴾.

يعني تعالى ذكرُه بقوله: [﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾] (٥): فأَوْجَس في نفسه خوفًا موسى ووجَدَه.


(١) هي قراءة نافع وابن كثير وعاصم وأبى عمرو وحمزة والكسائي. ينظر حجة القراءات ص ٤٥٧.
(٢) وبها قرأ ابن ذكوان عن ابن عامر، وروح عن يعقوب. النشر ٢/ ٢٤١، وقراءة الحسن في إتحاف فضلاء البشر ص ١٨٦.
(٣) هي قراءة أبي السَّمَّال. البحر المحيط ٦/ ٢٥٩.
(٤) القراءتان الأولى والثانية متواترتان.
(٥) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٣، ف.