للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُخفون (١) مِنَ الشَّركِ به، أو تَجَهَرون به.

فما أدْرِى ما السبب الذي من أجله يؤخِّرُ ذلك عنكم؟ لعلَّ تأخيره ذلك عنكم مع وَعْدِه إيَّاكم؛ لفتنةٍ يريدها بكم، ولِتَمتَّعوا (٢) بحياتكم إلى أجل قد جعله لكم تبلغونه، ثم يُنزِلُ بكم حينئذٍ نقمته.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

[ذكر من قال ذلك]

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاءٍ الخراساني، عن ابن عباس: ﴿وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ﴾. يقول: لعلّ ما [أقرِّبُ لكم] (٣) من العذابِ والساعة أن يؤخَّرَ عنكم لمدتِكم، ومتاعٌ إلى حينٍ، [فيصيرَ قولى ذلك لكم فتنةً] (٤).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (١١٢)﴾.

يقول تعالى ذكره: قل يا محمد: يا ربِّ افْصِلْ بينى وبينَ مَن كَذَّبَني مِن مُشرِكى قومى وكفر بك، وعبد غيرك، بإحلالِ عذابك ونقْمِتك بهم. وذلك هو الحقُّ الذي أمر الله تعالى ذكره نبيه أن يسألَ ربَّه الحكم به، وهو نظير قوله جلَّ ثناؤه: ﴿رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ [وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ] (٥)[الأعراف: ٨٩].


(١) في ت ١: "تخفونه".
(٢) في ت ١، ف: "لتمتعوا"، وفى ت ٢: "تتمتعوا".
(٣) في ت ٢: "اقترب إليكم"، وفى الدر المنثور: "أخبركم به".
(٤) سقط من: ت ١.
والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٤٢ إلى المصنف وابن أبي حاتم إلى قوله: لمدتكم.
(٥) سقط من: ص، ت ١، ف.