للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الربُّ (١).

حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسنِ: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾. قال: مِرْصَادِ عمل بني آد آدمَ (٢).

وقولُه: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فأَمَّا الإنسانُ إذا ما امتحنه ربُّه بالنِّعمِ والغِنى، ﴿فَأَكْرَمَهُ﴾ بالمالِ، وأفْضَل عليه، ﴿وَنَعَّمَهُ﴾ بما أوْسَع عليه مِن فضلِه، ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾، فيفرحُ بذلك ويُسَرُّ به ويقولُ: ربى أَكْرَمنى بهذه الكرامةِ.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾؛ وحُقَّ له.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (١٨) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (١٩)﴾.

قال أبو جعفرٍ : وقولُه جل وعز: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾. يقولُ: وأمَّا إذا ما امتحنه ربُّه بالفقرِ، ﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾. يقولُ: فضيَّق عليه رزْقَه وقَتَّره، فلم يُكْثِر مالَه، ولم يُوسِعْ عليه، ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾. يقولُ: فيقولُ ذلك الإنسانُ: ﴿رَبِّي أَهَانَنِ﴾. يقولُ: أَذلَّنى بالفقرِ، ولم يشْكُرِ الله على ما وهب له من سلامةِ جوارحِه، ورزَقه من العافيةِ في جسمِه.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ٢٠/ ٥٠.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٣٧١ عن معمر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٤٨ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.